(مــــن راقـــــب النـــــــاس)
كلنا جواسيس..كلنا مخبرون.. كلنا نراقب بعضنا بعضاً .. كلنا((وشواشون))..نوشوش ونتوشوش على حياة بعضنا..كلنا
ننتمي الى اجهزة مخابرات ،ونقدم تقارير في حق بعضنا !
يقال ((من راقب الناس مات هماً)) لاأعتقد أن أحدهم قد مات من مراقبته للناس ، لأن الناس يراقبون بعضهم بعضاً
،ويعيشون ويحيون وينمون ويفطرون ويتغدون ويتعشون على مارأوه وماسمعوه.
الحبيبه تراقب حبيبها ..الزوج يراقب زوجته..الأم تراقب اولادها..الجاره تراقب جارتها..رب العمل يراقب
الموظفين..والموظفين يراقبون بعضهم.. الجالسون في المقهى يراقبون الماره..الماره يراقبون الجالسين في
المقهى..الركاب يراقبون الركاب..السائقون يراقبون الشرطي..الشرطه تراقب السيارات.
الجدران تتنصت على الجدران.. حتى الأشياء الجامده تحدق في بعضها،كأن تتأمل حبة الرمل حجراً، والحجر الصغير
يراقب صخره،والصخره تراقب جبلاً.
الشجره تنظر بعين الحسد الى طائر يغادرها ويرفرف،وهي ترغب في السير أو الطيران.
الكل يحسد الكل.الحسد ثروه.الحسد مهنه.الحسد وظيفه.كلنا نعيش من حسد الآخرين فنراقبهم بغيض لنصيبهم بالعين.
لاأحد خارج منطقة التغطيه..لاأحد خارج منطقة الرقابه..الكل تحت مرمى البصر،ومرمى السمع،ومرمى اللسان،واهم هو
من يظن انه يراقب الآخرين،ولايعلم انه مراقب
وحده الأجمل وحده الأصفى وحده العين السريه التي لاتكف عن مراقبتنا.وتنظر إلينا بصمت ،أنه في إنتظارنا ،يتأمل
أفعالنا،وحركة السنتنا ،وحركة ايدينا ، وحركة اقدامنا،وحركة ادمغتنا، وحركة قلوبنا ، حركة أعيننا ، حركة آذاننا . له
وحده أسلم نفسي ،ليراقبني ،لأنه أصفى عين ليراقبني ويحاسبني .
أكره كل الجواسيس والمراقبين والمخبرين ،كباراً وصغاراً دولاً عظمى أم صغرى .
تسقط كل العيـــــــــون وتبقى وحدك ياللـــــــه .......عينك ياللـــــــه لترآني و لترعاني
