عودة .. لعنة الفراعنة
توت عنخ آمون ينتقم من زاهي حواس
---------------------
أسطورة لعنة الفراعنة.. رسخت في رؤوس عاشقي الحضارة المصرية والباحثين والمنتظرين لانبعاث الأسرار المرتبطة بالكهنة والفراعنة القدامي.. فليس غريبا أن الناس كانوا قديما يخافون دخول الأهرامات أو الاقتراب من أبوالهول.. بسبب اللغز الغامض لحوادث الموت والهلاك والتي يشاع أنها أدت لوفاة عدد كبير ممن تجرأوا علي فتح مقابر الفراعنة.
وفي الوقت الذي يحاول فيه زاهي حواس أن يثبت للعالم عدم وجود 'لعنة الفراعنة' بالاستعانة بعلماء هيئة الطاقة الذرية.. إلا أن الفرعون الصغير 'توت عنخ آمون' صب لعنته علي زاهي حواس نفسه.. بل وطالت وزير الثقافة لأنه اتخذ قرارا بإخراج مومياء الملك من مقبرته لعمل الأشعة السينية له.. فهل عادت اللعنة.. وهل سينتقم الفرعون الصغير لنفسه ولغيره من الفراعنة؟!.
البداية جاءت عندما هبت عاصفة ترابية علي وادي الملوك بمدينة الأقصر لحظة محاولة زاهي حواس أمين عام المجلس الأعلي للآثار ومعه مجموعة من الأثريين لنقل مومياء الملك توت عنخ آمون.. خارج المقبرة لوضعها علي جهاز الأشعة لفك لغز موت هذا الملك الصغير الذي حير العلماء.
الأثريون الذين شاهدوا العاصفة ارتعدوا خوفا عندما علموا أن نفس السيناريو تكرر منذ 93 عاما عندما حاول كارتر فتح مقبرة نفس الملك والتي راح ضحيتها مجموعة من الأثريين.
لكن زاهي يقرأ صمت المحيطين به وبسرعة يؤكد لهم أن لعنة الفراعنة خزعبلات وسوف أثبت لكم ذلك.
هدأت العاصفة.. وخرجت مومياء الملك من مقبرته لتوضع علي أحدث جهاز للأشعة الذي جاء هدية من شركة 'سيمنس الألمانية' وفجأة يحدث عطل بجهاز الأشعة الحديث.. وترتفع حالة القلق للأثريين وسكتوا عن الكلام. ويتلقي زاهي حواس مكالمة هاتفية من شقيقته وهي تصرخ: زوجي مات!.. لحظات شرد فيه زاهي ماذا يحدث هل فعلا تكون لعنة؟ وهل نصوص اللعنات التي وجدت علي المقابر ليست مجرد كلام؟
واتخذ قرارا بالسفر للمشاركة في جنازة زوج شقيقته.. ويتصل بوزير الثقافة ليبلغه بذلك لكن سكرتير الوزير يبلغه بأن الوزير دخل المستشفي للاطمئنان علي صحته بعد أن شعر بإرهاق مفاجيء وعدم انتظام ضربات القلب.. هنا انهار حواس.. رغم أنه رفض فكرة وجود لعنة الفراعنة!.
***** *****
قرون من الزمان.. احتار العلماء وخاصة الأثريين في تفسير هذه الظاهرة العجيبة التي أصابت كثيرا من الناس بالخوف وجعلتهم يحاذرون من الاقتراب من مقابر الفراعنة أو ممتلكاتهم.. لكن الذي حدث لأمين عام المجلس الأعلي للآثار يجعلنا نعيد النظر في فتح قضية هذا العصر وكل العصور..
زاهي أكد أن هيئة الآثار لجأت إلي مركز المواد النووية التابع لهيئة الطاقة الذرية لفك طلاسم هذا اللغز الذي حير العالم بعد أن أشيع أنه قتل الكثيرين ممن فتحوا مقابر فراعنة مصر..
وذلك لكشف غموض لعنة الفراعنة بما لديها من أجهزة حديثة للقياسات ورصد الجراثيم غير المرئية في المواد المتحللة بالاضافة إلي قياس نسبة الإشعاعات داخل المقبرة المكتشفة.. وأنه سوف يتم فحص المواد الخطرة والغازات والجراثيم التي تكونت عبر القرون في المومياوات وتحولت إلي بكتريا قاتلة وذلك لمعرفة أسباب اللعنة التي ذاع صيتها في العشرينات.. ويثبت بالعلم أن كتابة اللعنات في المقابر لا تعني أنه يمكن أن تؤذي من يقوم بفتحها في وقتنا الحالي..
بداية اللعنات
بدأت الشائعات عن لعنة الفراعنة عند افتتاح مقبرة توت عنخ آمون عام ..1922 حيث اعتقد البعض ومن بينهم بعض علماء الآثار الذين شاركوا في اكتشاف حضارات الفراعنة أن كهنة مصر القدماء قد صبوا لعنتهم علي أي شخص يحاول نقل تلك الآثار من مكانها.. حيث قيل إن عاصفة رملية قوية ثارت حول قبر توت عنخ آمون في اليوم الذي فتح فيه وشوهد صقر يطير فوق المقبرة ومن المعروف أن الصقر هو أحد الرموز المقدسة لدي الفراعنة..
لكن هناك عالما ألمانيا فتح ملف هذه الظاهرة التي شغلت الكثيرين ليفسر لنا بالعقل والطب والكيمياء كيف أن أربعين عالما وباحثا ماتوا قبل فوات الأوان والسبب هو ذلك الملك الشاب.. توت عنخ آمون..
ورغم أن هذا الملك ليست له أي قيمة تاريخية وربما كان حاكما لم يفعل الكثير.. وربما كان في عصر ثورة مضادة علي الملك إخناتون أول من نادي بالتوحيد.. لكن من المؤكد أن هذا الملك الشاب قد استمد أهميته الكبري من أن مقبرته لم يمسها أحد من اللصوص.. فوصلت الينا بعد ثلاثة وخمسين قرنا سالمة كاملة وأن هذا الملك أيضا هو مصدر اللعنة الفرعونية فكل الذين مسوه أو لمسوه طاردهم الموت واحدا بعد الآخر مسجلا بذلك أعجب وأغرب ما عرف الإنسان من أنواع العقاب.. الشيء الواضح هو أن هؤلاء الأربعين ماتوا.. لكن الشيء الغامض هو أن الموت لأسباب تافهة جدا وفي ظروف غير مفهومة..
ويعد كتاب لعنة الفراعنة للمؤلف الألماني فيليب فاندتيرج من أكثر الكتب التي تحدثت عن ذلك..
يقول المؤلف: إنه في أحد الأيام جلس مع د.جمال محرز مدير الآثار.. وجاء الكلام عن لعنة الفراعنة فضحك الدكتور جمال وهو يقول إنها شيء عجيب ولكن لا أصدق شيئا من ذلك..
وسأله المؤلف : كيف تفسر عشرات الحوادث التي أذهلت الطب والكيمياء ورجال الآثار ورجال الدين؟
وضحك العالم المصري وهو يقول لا أصدق أنظر ماذا جري لي أناشخصيا لا شيء !
في ذلك الوقت كانت مصر تعد رحلة لتوت عنخ آمون إلي لندن احتفالا بمرور خمسين عاما علي الاكتشاف الانجليزي لمقبرته.. وجاءت طائرتان حربيتان ونقلت مجوهرات الملك وتابوته وكان مؤمنا عليها جميعا بأكثر من خمسين مليونا.. وفجأة توفي الدكتورجمال محرز عن 52 عاما والتشخيص سكتة قلبية..
ملك لعنة الفراعنة
وتوت عنخ آمون صاحب المقبرة والتابوت واللعنات حكم مصر تسع سنوات من عام 1358 إلي 1349 قبل الميلاد. وقد كشف مقبرته اثنان من الانجليز هما هوارد كارتر واللورد كارنار فون أو علي الأصح اكتشفها هو بأموال اللورد كارتر فون..
وكان اللورد كارنار فون من الأثرياء وله حياة غريبة.. فهو يعشق المغامرات ويحب الخيول ويركبها عاريا.. وفي إحدي رحلاته بألمانيا انقلبت السيارة وسقط هو والسائق وتحطمت ذراعاه وكتفاه وساقاه وتشوه وجهه تماما.. وخرج من المستشفي وظل يشعر بضيق في صدره يجعله مختنقا مدي الحياة. ولذلك كان يهرب من برودة بريطانيا إلي دفء الخيول.. فاتجه إلي مصر عام ..1903
في ذلك الوقت كانت أعمال الحفر والتنقيب هي موضة العصر.. وفي القاهرة التقي بالعالم الأثري جاستون ماسبيرو مدير المتحف المصري.. وقدمه لرجل التنقيب الانجليزي هوارد كارتر.. وكارتر كان مهتما بالآثار ورساما أيضا ويعيش في مصر منذ عام .1880 وكانت له حفائر في وادي الملوك لحساب بعض الأثرياء الأمريكان وقد صدر له كتاب بعنوان 'خمس سنوات من الاكتشاف في طيبة' وكان لدي كارتر هذا إيمان قاطع بأن هناك قبرا خفيا.. كان مجرد شعور ولم يكن يمتلك دليلا علميا علي صدق هذا الاحساس الداخلي.. وقد عثر كارتر علي أدوات وأشياء صغيرة تؤكد أنه يقترب من شيء كبير..
وبدأت سنوات من العذاب والعرق واليأس.. ويوم 6 نوفمبر عام 1922 أبرق كارتر إلي اللورد يقول له أخيرا اكتشفت شيئا رائعا في وادي الملوك وقد أسدلت الغطاء علي الأبواب والسرداب حتي تجيء أنت بنفسك لتري وجاء اللورد إلي الأقصر يوم 23 نوفمبر وكانت ترافقه ابنته.. وتقدم كارتر وحطم الأختام والأبواب.. الواحد بعدالآخر.. حتي كان علي مسافة قصيرة من غرفة دفن الملك توت عنخ آمون..
وامتدت يده وأحدث في الحائط فتحة وخرج الهواء يحرك الشموع.. هواء ينطلق لأول مرة منذ 53 قرنا وفي صوت هامس مرتعش سأله اللورد.. ماذا تري؟.. وأجاب كارتر الذي أدخل رأسه في الفتحة الصغيرة.. مالم تره عين منذ دفن الملك !
وأتوا للمقبرة بباب حديد من القاهرة. وبدأ كارتر يرسم كل شيء.. ويصوره بمنتهي الدقة وتطوع متحف نيويورك وأرسل له عددا من المصورين والرسامين والباحثين وعلماء اللغات والأطباء مساهمة في هذا الحدث الجليل الذي تبنته صحيفة التايمز البريطانية منذ ذلك الوقت..
ضحايا لعنة الفراعنة
بدأت حكاية اللعنة بعصفور الكناري الذهبي الذي حمله كارتر معه عند حضوره إلي الأقصر.. وعندما اكتشفت المقبرة أطلقوا عليها أول الأمر اسم 'مقبرةالعصفور الذهبي'.. وجاء في كتابه 'سرقة الملك' للكاتب محسن محمد.. بأنه عندما سافر كارتر إلي القاهرة ليستقبل اللورد كارتر فون فوضع مساعده كالندر العصفور في الشرفة ليحظي بنسمات الهواء.. ويوم افتتاح المقبرة سمع كالندر إستغاثة ضعيفة كأنها صرخة إشارة فأسرع ليجد ثعبان كوبرا يمد لسانه إلي العصفور داخل القفص.. وقتل كالندر الثعبان ولكن العصفور كان قد مات..
وعلي الفور قيل أن 'اللعنة' بدأت مع فتح المقبرة حيث أن ثعبان الكوبرا يوجد علي التاج الذي يوضع فوق رأس تماثيل ملوك مصر.. وهذه كانت بداية انتقام الملك من الذين أزعجوه في مرقده.. واعتبرت صحيفة 'النيويورك تايمز' وفاة العصفور حادثا فريدا ورأي عالم الآثار هنري يرشد أن شيئا رهيبا في الطريق سوف يحدث.
لكن ما حدث بعد ذلك كان أمرا غريبا تحول مع مرور الوقت إلي ظاهرة خارقة للطبيعة وواحدة من الأمور الغامضة التي أثارت الكثير من الجدل والتي لم يجد العلم تفسيرا لها إلي يومنا هذا.. ففي الاحتفال الرسمي بافتتاح المقبرة أصيب اللورد كارنارفون.. بحمي غامضة لم يجد لها أحد من الأطباء تفسيرا.. وفي منتصف الليل تماما توفي اللورد في القاهرة.. والأغرب من ذلك أن التيار الكهربائي قد انقطع في القاهرة دون أي سبب واضح في نفس لحظة الوفاة.
وقد ابرزت صحف العالم نبأ وفاة اللورد.. وربطت صحف القاهرة بين وفاة اللورد واطفاء الأنوار وزعمت أن ذلك تم بأمر الملك توت.. وقالت إن كارنارفون رفض تحذيرات الملك سيتي في اقتحام قبره 'تو' وأن الملك قد انتقم.
وقالت بعض الصحف بأن أصبع اللورد قد جرح من آلة أو حربة مسمومة داخل المقبرة وأن السم قوي بدليل أنه أحتفظ بتأثيره ثلاثة آلاف عام.. وقالت إن نوعا من البكتيريا نما داخل المقبرة يحمل المرض والموت، وفي باريس قال الفلكي لانسيلان.. لقد انتقم توت عنخ آمون.
وبعد ذلك توالت المصائب وبدأ الموت يحصد الغالبية العظمي إن لم نقل الجميع الذين شاركوا في الاحتفال.
ومعظم حالات الوفاة كانت بسبب تلك الحمي الغامضة مع هذيان ورجفة تؤدي إلي الوفاة.. بل إن الأمر كان يتعدي الاصابة بالحمي في الكثير من الأحيان.. فقد توفي سكرتير هوارد كارتر دون أي سبب ومن ثم انتحر والده حزنا عليه.. وفي أثناء تشييع جنازة السكرتير داس الحصان الذي كان يجر عربة التابوت طفلا صغيرا فقتله.. وأصيب الكثيرون من الذين ساهموا بشكل أو بآخر في اكتشاف المقبرة بالجنون وبعضهم انتحر دون أي سبب الأمر الذي حير علماء الآثار الذين وجدوا أنفسهم أمام لغز لا يوجد له أي تفسير.
ويذكر الكاتب محسن محمد في كتابه 'سرقة ملك' بأن صديق كارنارفون المليونير جورج جاي جولد الأمريكي حضر إلي مصر وسافر إلي الأقصر فدخل المقبرة ليشاهد الكشف الأثري الشهير وفي صباح اليوم الثاني أصيب بحمي ومات.
وانتحر ايفيلين هوايت عالم الآثار المصرية بجامعة ليدز في ظروف غامضة بعد أن ترك رسالة يقول فيها 'حلت بي اللعنة'
ومات ليون باسكت مصمم الأزياء الفرنسي الذي صمم مجموعة ايزيس ومات ليلة الافتتاح.
ومات جورج بتيريت أمين قسم الآثار المصرية بمتحف اللوفر بضربة شمس وهو يغادر مقبرة الملك توت.
وكازانوفا الأستاذ بكلية فرنسا الذي حفر في وادي الملوك مات فجأة.
وبعد أربع سنوات من تلك الحوادث توفي عالم الآثار 'والتر ايمري' دون سبب أمام عيني مساعده في نفس الليلة التي اكتشف فيها أحد القبور الفرعونية.. وهناك الطبيب بلهارس مكتشف دودة البلهارسيا.. الذي توفي بعد يومين من زيارته لآثار الفراعنة الموجودة في الأقصر
توت عنخ آمون ينتقم من زاهي حواس
---------------------
أسطورة لعنة الفراعنة.. رسخت في رؤوس عاشقي الحضارة المصرية والباحثين والمنتظرين لانبعاث الأسرار المرتبطة بالكهنة والفراعنة القدامي.. فليس غريبا أن الناس كانوا قديما يخافون دخول الأهرامات أو الاقتراب من أبوالهول.. بسبب اللغز الغامض لحوادث الموت والهلاك والتي يشاع أنها أدت لوفاة عدد كبير ممن تجرأوا علي فتح مقابر الفراعنة.
وفي الوقت الذي يحاول فيه زاهي حواس أن يثبت للعالم عدم وجود 'لعنة الفراعنة' بالاستعانة بعلماء هيئة الطاقة الذرية.. إلا أن الفرعون الصغير 'توت عنخ آمون' صب لعنته علي زاهي حواس نفسه.. بل وطالت وزير الثقافة لأنه اتخذ قرارا بإخراج مومياء الملك من مقبرته لعمل الأشعة السينية له.. فهل عادت اللعنة.. وهل سينتقم الفرعون الصغير لنفسه ولغيره من الفراعنة؟!.
البداية جاءت عندما هبت عاصفة ترابية علي وادي الملوك بمدينة الأقصر لحظة محاولة زاهي حواس أمين عام المجلس الأعلي للآثار ومعه مجموعة من الأثريين لنقل مومياء الملك توت عنخ آمون.. خارج المقبرة لوضعها علي جهاز الأشعة لفك لغز موت هذا الملك الصغير الذي حير العلماء.
الأثريون الذين شاهدوا العاصفة ارتعدوا خوفا عندما علموا أن نفس السيناريو تكرر منذ 93 عاما عندما حاول كارتر فتح مقبرة نفس الملك والتي راح ضحيتها مجموعة من الأثريين.
لكن زاهي يقرأ صمت المحيطين به وبسرعة يؤكد لهم أن لعنة الفراعنة خزعبلات وسوف أثبت لكم ذلك.
هدأت العاصفة.. وخرجت مومياء الملك من مقبرته لتوضع علي أحدث جهاز للأشعة الذي جاء هدية من شركة 'سيمنس الألمانية' وفجأة يحدث عطل بجهاز الأشعة الحديث.. وترتفع حالة القلق للأثريين وسكتوا عن الكلام. ويتلقي زاهي حواس مكالمة هاتفية من شقيقته وهي تصرخ: زوجي مات!.. لحظات شرد فيه زاهي ماذا يحدث هل فعلا تكون لعنة؟ وهل نصوص اللعنات التي وجدت علي المقابر ليست مجرد كلام؟
واتخذ قرارا بالسفر للمشاركة في جنازة زوج شقيقته.. ويتصل بوزير الثقافة ليبلغه بذلك لكن سكرتير الوزير يبلغه بأن الوزير دخل المستشفي للاطمئنان علي صحته بعد أن شعر بإرهاق مفاجيء وعدم انتظام ضربات القلب.. هنا انهار حواس.. رغم أنه رفض فكرة وجود لعنة الفراعنة!.
***** *****
قرون من الزمان.. احتار العلماء وخاصة الأثريين في تفسير هذه الظاهرة العجيبة التي أصابت كثيرا من الناس بالخوف وجعلتهم يحاذرون من الاقتراب من مقابر الفراعنة أو ممتلكاتهم.. لكن الذي حدث لأمين عام المجلس الأعلي للآثار يجعلنا نعيد النظر في فتح قضية هذا العصر وكل العصور..
زاهي أكد أن هيئة الآثار لجأت إلي مركز المواد النووية التابع لهيئة الطاقة الذرية لفك طلاسم هذا اللغز الذي حير العالم بعد أن أشيع أنه قتل الكثيرين ممن فتحوا مقابر فراعنة مصر..
وذلك لكشف غموض لعنة الفراعنة بما لديها من أجهزة حديثة للقياسات ورصد الجراثيم غير المرئية في المواد المتحللة بالاضافة إلي قياس نسبة الإشعاعات داخل المقبرة المكتشفة.. وأنه سوف يتم فحص المواد الخطرة والغازات والجراثيم التي تكونت عبر القرون في المومياوات وتحولت إلي بكتريا قاتلة وذلك لمعرفة أسباب اللعنة التي ذاع صيتها في العشرينات.. ويثبت بالعلم أن كتابة اللعنات في المقابر لا تعني أنه يمكن أن تؤذي من يقوم بفتحها في وقتنا الحالي..
بداية اللعنات
بدأت الشائعات عن لعنة الفراعنة عند افتتاح مقبرة توت عنخ آمون عام ..1922 حيث اعتقد البعض ومن بينهم بعض علماء الآثار الذين شاركوا في اكتشاف حضارات الفراعنة أن كهنة مصر القدماء قد صبوا لعنتهم علي أي شخص يحاول نقل تلك الآثار من مكانها.. حيث قيل إن عاصفة رملية قوية ثارت حول قبر توت عنخ آمون في اليوم الذي فتح فيه وشوهد صقر يطير فوق المقبرة ومن المعروف أن الصقر هو أحد الرموز المقدسة لدي الفراعنة..
لكن هناك عالما ألمانيا فتح ملف هذه الظاهرة التي شغلت الكثيرين ليفسر لنا بالعقل والطب والكيمياء كيف أن أربعين عالما وباحثا ماتوا قبل فوات الأوان والسبب هو ذلك الملك الشاب.. توت عنخ آمون..
ورغم أن هذا الملك ليست له أي قيمة تاريخية وربما كان حاكما لم يفعل الكثير.. وربما كان في عصر ثورة مضادة علي الملك إخناتون أول من نادي بالتوحيد.. لكن من المؤكد أن هذا الملك الشاب قد استمد أهميته الكبري من أن مقبرته لم يمسها أحد من اللصوص.. فوصلت الينا بعد ثلاثة وخمسين قرنا سالمة كاملة وأن هذا الملك أيضا هو مصدر اللعنة الفرعونية فكل الذين مسوه أو لمسوه طاردهم الموت واحدا بعد الآخر مسجلا بذلك أعجب وأغرب ما عرف الإنسان من أنواع العقاب.. الشيء الواضح هو أن هؤلاء الأربعين ماتوا.. لكن الشيء الغامض هو أن الموت لأسباب تافهة جدا وفي ظروف غير مفهومة..
ويعد كتاب لعنة الفراعنة للمؤلف الألماني فيليب فاندتيرج من أكثر الكتب التي تحدثت عن ذلك..
يقول المؤلف: إنه في أحد الأيام جلس مع د.جمال محرز مدير الآثار.. وجاء الكلام عن لعنة الفراعنة فضحك الدكتور جمال وهو يقول إنها شيء عجيب ولكن لا أصدق شيئا من ذلك..
وسأله المؤلف : كيف تفسر عشرات الحوادث التي أذهلت الطب والكيمياء ورجال الآثار ورجال الدين؟
وضحك العالم المصري وهو يقول لا أصدق أنظر ماذا جري لي أناشخصيا لا شيء !
في ذلك الوقت كانت مصر تعد رحلة لتوت عنخ آمون إلي لندن احتفالا بمرور خمسين عاما علي الاكتشاف الانجليزي لمقبرته.. وجاءت طائرتان حربيتان ونقلت مجوهرات الملك وتابوته وكان مؤمنا عليها جميعا بأكثر من خمسين مليونا.. وفجأة توفي الدكتورجمال محرز عن 52 عاما والتشخيص سكتة قلبية..
ملك لعنة الفراعنة
وتوت عنخ آمون صاحب المقبرة والتابوت واللعنات حكم مصر تسع سنوات من عام 1358 إلي 1349 قبل الميلاد. وقد كشف مقبرته اثنان من الانجليز هما هوارد كارتر واللورد كارنار فون أو علي الأصح اكتشفها هو بأموال اللورد كارتر فون..
وكان اللورد كارنار فون من الأثرياء وله حياة غريبة.. فهو يعشق المغامرات ويحب الخيول ويركبها عاريا.. وفي إحدي رحلاته بألمانيا انقلبت السيارة وسقط هو والسائق وتحطمت ذراعاه وكتفاه وساقاه وتشوه وجهه تماما.. وخرج من المستشفي وظل يشعر بضيق في صدره يجعله مختنقا مدي الحياة. ولذلك كان يهرب من برودة بريطانيا إلي دفء الخيول.. فاتجه إلي مصر عام ..1903
في ذلك الوقت كانت أعمال الحفر والتنقيب هي موضة العصر.. وفي القاهرة التقي بالعالم الأثري جاستون ماسبيرو مدير المتحف المصري.. وقدمه لرجل التنقيب الانجليزي هوارد كارتر.. وكارتر كان مهتما بالآثار ورساما أيضا ويعيش في مصر منذ عام .1880 وكانت له حفائر في وادي الملوك لحساب بعض الأثرياء الأمريكان وقد صدر له كتاب بعنوان 'خمس سنوات من الاكتشاف في طيبة' وكان لدي كارتر هذا إيمان قاطع بأن هناك قبرا خفيا.. كان مجرد شعور ولم يكن يمتلك دليلا علميا علي صدق هذا الاحساس الداخلي.. وقد عثر كارتر علي أدوات وأشياء صغيرة تؤكد أنه يقترب من شيء كبير..
وبدأت سنوات من العذاب والعرق واليأس.. ويوم 6 نوفمبر عام 1922 أبرق كارتر إلي اللورد يقول له أخيرا اكتشفت شيئا رائعا في وادي الملوك وقد أسدلت الغطاء علي الأبواب والسرداب حتي تجيء أنت بنفسك لتري وجاء اللورد إلي الأقصر يوم 23 نوفمبر وكانت ترافقه ابنته.. وتقدم كارتر وحطم الأختام والأبواب.. الواحد بعدالآخر.. حتي كان علي مسافة قصيرة من غرفة دفن الملك توت عنخ آمون..
وامتدت يده وأحدث في الحائط فتحة وخرج الهواء يحرك الشموع.. هواء ينطلق لأول مرة منذ 53 قرنا وفي صوت هامس مرتعش سأله اللورد.. ماذا تري؟.. وأجاب كارتر الذي أدخل رأسه في الفتحة الصغيرة.. مالم تره عين منذ دفن الملك !
وأتوا للمقبرة بباب حديد من القاهرة. وبدأ كارتر يرسم كل شيء.. ويصوره بمنتهي الدقة وتطوع متحف نيويورك وأرسل له عددا من المصورين والرسامين والباحثين وعلماء اللغات والأطباء مساهمة في هذا الحدث الجليل الذي تبنته صحيفة التايمز البريطانية منذ ذلك الوقت..
ضحايا لعنة الفراعنة
بدأت حكاية اللعنة بعصفور الكناري الذهبي الذي حمله كارتر معه عند حضوره إلي الأقصر.. وعندما اكتشفت المقبرة أطلقوا عليها أول الأمر اسم 'مقبرةالعصفور الذهبي'.. وجاء في كتابه 'سرقة الملك' للكاتب محسن محمد.. بأنه عندما سافر كارتر إلي القاهرة ليستقبل اللورد كارتر فون فوضع مساعده كالندر العصفور في الشرفة ليحظي بنسمات الهواء.. ويوم افتتاح المقبرة سمع كالندر إستغاثة ضعيفة كأنها صرخة إشارة فأسرع ليجد ثعبان كوبرا يمد لسانه إلي العصفور داخل القفص.. وقتل كالندر الثعبان ولكن العصفور كان قد مات..
وعلي الفور قيل أن 'اللعنة' بدأت مع فتح المقبرة حيث أن ثعبان الكوبرا يوجد علي التاج الذي يوضع فوق رأس تماثيل ملوك مصر.. وهذه كانت بداية انتقام الملك من الذين أزعجوه في مرقده.. واعتبرت صحيفة 'النيويورك تايمز' وفاة العصفور حادثا فريدا ورأي عالم الآثار هنري يرشد أن شيئا رهيبا في الطريق سوف يحدث.
لكن ما حدث بعد ذلك كان أمرا غريبا تحول مع مرور الوقت إلي ظاهرة خارقة للطبيعة وواحدة من الأمور الغامضة التي أثارت الكثير من الجدل والتي لم يجد العلم تفسيرا لها إلي يومنا هذا.. ففي الاحتفال الرسمي بافتتاح المقبرة أصيب اللورد كارنارفون.. بحمي غامضة لم يجد لها أحد من الأطباء تفسيرا.. وفي منتصف الليل تماما توفي اللورد في القاهرة.. والأغرب من ذلك أن التيار الكهربائي قد انقطع في القاهرة دون أي سبب واضح في نفس لحظة الوفاة.
وقد ابرزت صحف العالم نبأ وفاة اللورد.. وربطت صحف القاهرة بين وفاة اللورد واطفاء الأنوار وزعمت أن ذلك تم بأمر الملك توت.. وقالت إن كارنارفون رفض تحذيرات الملك سيتي في اقتحام قبره 'تو' وأن الملك قد انتقم.
وقالت بعض الصحف بأن أصبع اللورد قد جرح من آلة أو حربة مسمومة داخل المقبرة وأن السم قوي بدليل أنه أحتفظ بتأثيره ثلاثة آلاف عام.. وقالت إن نوعا من البكتيريا نما داخل المقبرة يحمل المرض والموت، وفي باريس قال الفلكي لانسيلان.. لقد انتقم توت عنخ آمون.
وبعد ذلك توالت المصائب وبدأ الموت يحصد الغالبية العظمي إن لم نقل الجميع الذين شاركوا في الاحتفال.
ومعظم حالات الوفاة كانت بسبب تلك الحمي الغامضة مع هذيان ورجفة تؤدي إلي الوفاة.. بل إن الأمر كان يتعدي الاصابة بالحمي في الكثير من الأحيان.. فقد توفي سكرتير هوارد كارتر دون أي سبب ومن ثم انتحر والده حزنا عليه.. وفي أثناء تشييع جنازة السكرتير داس الحصان الذي كان يجر عربة التابوت طفلا صغيرا فقتله.. وأصيب الكثيرون من الذين ساهموا بشكل أو بآخر في اكتشاف المقبرة بالجنون وبعضهم انتحر دون أي سبب الأمر الذي حير علماء الآثار الذين وجدوا أنفسهم أمام لغز لا يوجد له أي تفسير.
ويذكر الكاتب محسن محمد في كتابه 'سرقة ملك' بأن صديق كارنارفون المليونير جورج جاي جولد الأمريكي حضر إلي مصر وسافر إلي الأقصر فدخل المقبرة ليشاهد الكشف الأثري الشهير وفي صباح اليوم الثاني أصيب بحمي ومات.
وانتحر ايفيلين هوايت عالم الآثار المصرية بجامعة ليدز في ظروف غامضة بعد أن ترك رسالة يقول فيها 'حلت بي اللعنة'
ومات ليون باسكت مصمم الأزياء الفرنسي الذي صمم مجموعة ايزيس ومات ليلة الافتتاح.
ومات جورج بتيريت أمين قسم الآثار المصرية بمتحف اللوفر بضربة شمس وهو يغادر مقبرة الملك توت.
وكازانوفا الأستاذ بكلية فرنسا الذي حفر في وادي الملوك مات فجأة.
وبعد أربع سنوات من تلك الحوادث توفي عالم الآثار 'والتر ايمري' دون سبب أمام عيني مساعده في نفس الليلة التي اكتشف فيها أحد القبور الفرعونية.. وهناك الطبيب بلهارس مكتشف دودة البلهارسيا.. الذي توفي بعد يومين من زيارته لآثار الفراعنة الموجودة في الأقصر
عدل سابقا من قبل في الثلاثاء سبتمبر 04, 2007 5:56 pm عدل 1 مرات