فى رثاء رحيل شاعرنا الفلسطينى محمود درويش
فرية الصيادين
ألم أقل لكم سادتى ...
أننى فرية لصيادين ...
وبأن سيدتى هى تسمية لرهط غابرين ...
وأنى حبى لها الصدوق خوفاً ...
قد ذبح على أشهاد القدس ...
وقلبه إبتلعه طوفان المسخ الأليم ...
فيا سادتى وقبل أن تنطقون ...
أننى الفار بجلده دك الحصون ...
فقد خيرت بين إثنين ...
ألف باب كأنما جنة الأعور ...
شرر يتصاعد أدخنة قلبى المبتور ...
وكوة صغيرة ...
او هو .. والحق يقال جحر !!
يعاديه حتى الأصيل ...
مقتول أنا ...
جبتى علقت بأذهاب القدس ضياع ...
وسندى خرته صقعاً دابة سليمان ...
وعمرى الطويل سادتى ...
أضعته مطارداً من الصيادين ...
طلبت من الفرات وإلى النيل ...
ومن خليج اللؤلؤ وحتى شط إبن زياد ...
عاديت الصادقين بمرة فى حياتهم ...
وبينهما ؛ أن الإثنان ليسا على شئ !!
أما أنا سادتى ...
أما أنا ...
فبان لى أفق الضلال ...
ومدركى أنى بعد هنيهات رماد ...
هذا آخر العمر سادتى ...
وما يبكينى سوى واحد ...
هو أننى لست على شئ مثلهما ...
لست على شئ البتة ...
ولذا طاردنى الصيادون ...
أرسلوا فى كل البقاع جبتى الضائعة ...
رسموا تحتها ...
صورة لكنز درويش مضى ...
وكتبوا بخط الجبال ...
" طريد .. يحل لأى حيوان دمه " !!
وأنا أسابق الخيال ...
كدرويش يلتف دوامة أخدوده ...
تراصت عباءاته على ضفاف النيل ...
مولد تلتمع زينته كل حين ...
من قاهرة المعز وحتى خرطوم النيلين ...
وأنا مازلت ألتف حول نفسى ...
والصيادين خلفى ...
فتحوا لى ألف باب للشك ...
وكوة صغيرة ...
او هو جحر ألتقط عبر بعض أنفاسى ...
يحكون جهراً أنه اليقين ...
وأنتم سادتى ...
سحرتم ...
تراءى لكم من سحره سعيه المميت ...
ولم تخروا قط سجداً .. كأنما !!
ضاعت أحلام الفاروق ...
ماتت رايات الأيوب ...
دفنت أنقاض بعض مهترئى التأريخ ...
وجسدى نار غلفها الرماد ...
وظنكم سادتى سوءاً ...
او حتى فى بعض الأحيان ما للموت خطوب ...
وتأخذكم الدهشة لأحضانها ...
وقلوبكم تتساءل قبل عقولكم ...
: أهذا الدرويش بمثل تلكم النار ؟؟؟
لا رماد .. لا رماد هكذا يقول !!
وأنا سادتى كما أنا ...
درويش يرقص قوة بحضرات الرعب ...
يطارد تموجات عباءته ...
ولكنها سادتى مقتولة الفؤاد ...
مطعونة بجرح عمره مئات السنين ...
فهى لم تكن ستون عام باى حال ...
ألم أطلقه دعاش سم بنى صهيون ...
وأمام عيناى ماتزال آلاف المشاهد ...
وأمرّها واحد بعمر آلاف السنين ...
فيوم أن أخبرتنى سيدتى قرب القران ...
تسلل الصيادون خلف خيامنا ...
وقبل أن يقتلوها ...
أفاضت العبرات لموت شرفها ...
وبشفتان مبعثرتان همست وهناً ...
أنت آخر دراويشى ...
وحينها ...
ماتت سيدتى منذ نيف وستون عام ...
ولم تترك سوى بقايا ذهب يحمل ملامح الفاروق ...
وبعض السويعات مترعة بذكرى الطفولة ذهول ...
وبعض الأنفاس ...
وبعض الرحيق المشتذى ...
وبعض الأنفاس ...
كى أتنفس بذاك الجحر ...
وخلفى آلاف الأبواب للصيادين ...
ويا لحسرتى .. سادتى !!
يعترينى الوهم المدجى بانبال الصيادين ...
بانى لافظها بأحضان الصادقين مرة ...
ولو إلتفتوا ناحيتكم سادتى ...
لأدركوا أنكم الكاذبين بكل مرات عمركم ...
فهم أدركوا جريمتى ...
ترك نومكم ...
فتركوا منامى عندكم ...
بخبال الخوف مهد أمانيكم ...
فانا فرية الصيادين سادتى ...
تركوا لى ألف باب لرقصات مجونكم ...
وجحر صغير ...
يأبى حتى أصيل الحق تسلله ...
كما تسللت يومها من أحضان سيدتى ...
مسجية كانت خلف ذهبها ...
متروكة جثة سمّاها رهط غابر ...
مسلوبة الشرف وأعين الرجال نصير ...
__________________
عمــــــــــــــادو
كيف تستطيع جمع خيوط حياة طويلة ...
كيف تستطيع التعايش ...
عندما يبدأ القلب بالفهم ...
لا يوجد طريق للعودة ...
توجد بعض الأشياء لا يستطيع الزمن إصلاحها ...
بعض الجروح العميقة تستحوذ على تفكيرك ...
لا يوجد طريق للعودة ...
فرية الصيادين
ألم أقل لكم سادتى ...
أننى فرية لصيادين ...
وبأن سيدتى هى تسمية لرهط غابرين ...
وأنى حبى لها الصدوق خوفاً ...
قد ذبح على أشهاد القدس ...
وقلبه إبتلعه طوفان المسخ الأليم ...
فيا سادتى وقبل أن تنطقون ...
أننى الفار بجلده دك الحصون ...
فقد خيرت بين إثنين ...
ألف باب كأنما جنة الأعور ...
شرر يتصاعد أدخنة قلبى المبتور ...
وكوة صغيرة ...
او هو .. والحق يقال جحر !!
يعاديه حتى الأصيل ...
مقتول أنا ...
جبتى علقت بأذهاب القدس ضياع ...
وسندى خرته صقعاً دابة سليمان ...
وعمرى الطويل سادتى ...
أضعته مطارداً من الصيادين ...
طلبت من الفرات وإلى النيل ...
ومن خليج اللؤلؤ وحتى شط إبن زياد ...
عاديت الصادقين بمرة فى حياتهم ...
وبينهما ؛ أن الإثنان ليسا على شئ !!
أما أنا سادتى ...
أما أنا ...
فبان لى أفق الضلال ...
ومدركى أنى بعد هنيهات رماد ...
هذا آخر العمر سادتى ...
وما يبكينى سوى واحد ...
هو أننى لست على شئ مثلهما ...
لست على شئ البتة ...
ولذا طاردنى الصيادون ...
أرسلوا فى كل البقاع جبتى الضائعة ...
رسموا تحتها ...
صورة لكنز درويش مضى ...
وكتبوا بخط الجبال ...
" طريد .. يحل لأى حيوان دمه " !!
وأنا أسابق الخيال ...
كدرويش يلتف دوامة أخدوده ...
تراصت عباءاته على ضفاف النيل ...
مولد تلتمع زينته كل حين ...
من قاهرة المعز وحتى خرطوم النيلين ...
وأنا مازلت ألتف حول نفسى ...
والصيادين خلفى ...
فتحوا لى ألف باب للشك ...
وكوة صغيرة ...
او هو جحر ألتقط عبر بعض أنفاسى ...
يحكون جهراً أنه اليقين ...
وأنتم سادتى ...
سحرتم ...
تراءى لكم من سحره سعيه المميت ...
ولم تخروا قط سجداً .. كأنما !!
ضاعت أحلام الفاروق ...
ماتت رايات الأيوب ...
دفنت أنقاض بعض مهترئى التأريخ ...
وجسدى نار غلفها الرماد ...
وظنكم سادتى سوءاً ...
او حتى فى بعض الأحيان ما للموت خطوب ...
وتأخذكم الدهشة لأحضانها ...
وقلوبكم تتساءل قبل عقولكم ...
: أهذا الدرويش بمثل تلكم النار ؟؟؟
لا رماد .. لا رماد هكذا يقول !!
وأنا سادتى كما أنا ...
درويش يرقص قوة بحضرات الرعب ...
يطارد تموجات عباءته ...
ولكنها سادتى مقتولة الفؤاد ...
مطعونة بجرح عمره مئات السنين ...
فهى لم تكن ستون عام باى حال ...
ألم أطلقه دعاش سم بنى صهيون ...
وأمام عيناى ماتزال آلاف المشاهد ...
وأمرّها واحد بعمر آلاف السنين ...
فيوم أن أخبرتنى سيدتى قرب القران ...
تسلل الصيادون خلف خيامنا ...
وقبل أن يقتلوها ...
أفاضت العبرات لموت شرفها ...
وبشفتان مبعثرتان همست وهناً ...
أنت آخر دراويشى ...
وحينها ...
ماتت سيدتى منذ نيف وستون عام ...
ولم تترك سوى بقايا ذهب يحمل ملامح الفاروق ...
وبعض السويعات مترعة بذكرى الطفولة ذهول ...
وبعض الأنفاس ...
وبعض الرحيق المشتذى ...
وبعض الأنفاس ...
كى أتنفس بذاك الجحر ...
وخلفى آلاف الأبواب للصيادين ...
ويا لحسرتى .. سادتى !!
يعترينى الوهم المدجى بانبال الصيادين ...
بانى لافظها بأحضان الصادقين مرة ...
ولو إلتفتوا ناحيتكم سادتى ...
لأدركوا أنكم الكاذبين بكل مرات عمركم ...
فهم أدركوا جريمتى ...
ترك نومكم ...
فتركوا منامى عندكم ...
بخبال الخوف مهد أمانيكم ...
فانا فرية الصيادين سادتى ...
تركوا لى ألف باب لرقصات مجونكم ...
وجحر صغير ...
يأبى حتى أصيل الحق تسلله ...
كما تسللت يومها من أحضان سيدتى ...
مسجية كانت خلف ذهبها ...
متروكة جثة سمّاها رهط غابر ...
مسلوبة الشرف وأعين الرجال نصير ...
__________________
عمــــــــــــــادو
كيف تستطيع جمع خيوط حياة طويلة ...
كيف تستطيع التعايش ...
عندما يبدأ القلب بالفهم ...
لا يوجد طريق للعودة ...
توجد بعض الأشياء لا يستطيع الزمن إصلاحها ...
بعض الجروح العميقة تستحوذ على تفكيرك ...
لا يوجد طريق للعودة ...